وتقع الفتحة خلف الرموش فى المنطقة الداخلية للجفن ناحية الأنف .. وعادة ما تلاحظ السيدات والفتيات وجودها أثناء إستخدام الكحل وأدوات التجميل وتقوم فتحة القناة الدمعية بتصريف الدموع من العين وتصريف الدموع الزائدة وكذلك التخلص من إفرازات العين ومخلفاتها وخاصة مخلفات التمثيل الغذائى للقرنية.

هناك عدة أسباب لإنسداد فتحة القناة الدمعية وتشمل إلتهابا العين والملتحمة المتكررة خاصة إلتهابات فيروس الهربز Herpes والإلتهابات الناتجة عن التراكوما (الرمد الحبيبى) .. كما يحدث الإنسداد نتيجة إصابات العين وجروح الجفن القطعية .. أما أهم أسباب الإنسداد وأكثرها شيوعا حاليا فهو الإنسداد الناتج عن الإستخدام الخاطىء والمتكرر لقطرات العين والذى أصبح يعرف بظاهرة Dacryotoxicity .

فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن أستخدام قطرات العين بصورة متكررة يؤدى إلى إحتقان وإلتهاب بالغشاء المخاطى المبطن لفتحات قناة الدموع والمبطن لقناة الدموع العليا والذى يؤدى بدورة إلى حدوث تقرحات بها  وفى النهاية إلى إنسدادها .. وقد أثبتت الأبحاث أن كل أنواع قطرات العين ممكن أن تؤدى إلى هذه النتيجة وإن كانت بعض القطرات تزيد عن غيرها فى إمكانية حدوث الإنسداد .. ومن أهم القطرات التى تتسبب فى حدوث الإنسداد القطرات القابضة للأوعية والتى تستخدم فى علاج إحمرار العين مثل البريزولين ومثيلاتها.. وكذلك قطرات الكورتيزون والقطرات المضادة للفيروسات والتى تستخدم فى علاج إلتهابات القرنية والملتحمة الفيروسية وكذلك بعض أنواع القطرات التى تؤدى إلى إنخفاض ضغط العين والتى تستخدم فى علاج المياه الزرقاء حيث ثبت أن أغلب هذه القطرات تحتوى على مواد كيميائية تختلف فى تركيبتها ودرجة الحموضة والقلوية الخاصة بها وفى نسبه تركيز المواد الذائبة بها عن الدموع الطبيعية مما يؤدى إلى حدوث إحتقان وإالتهاب بخلايا فتحات القنوات الدمعية وإلى إنسدادها فى نهاية الأمر مع الإستخدام المتكرر لهذه القطرات .. وللأسف يستخدم بعض الأشخاص العديد من القطرات بصورة يومية دون وجود سبب طبى ودون إستشارة الطبيب .. فمن الشائع فى العديد من البلدان العربية إستخدام القطرات القابضة بصورة عشوائية للتخلص من إحمرار العين .. بل ومن الغريب أن بعض المرضى يطلب من الطبيب أن يشير عليه بقطرة معينة يواظب المريض على إستخدامها بصورة مستمرة ويطلق عليها المرضى أسماء غير سليمة مثل قطرة مطهرة أو بقول أنا عايز قطرة أمشى عليها على طول وذلك غير سليم تماما حيث أن القطرات ماهى إلا دواء يستخدم فى العيون ولايجوز إستخدامة إلا بواسطة طبيب وفى حالات محددة ولمدة معينة وإلا تحدث مضاعفات وآثار جانبية.

ويمكن حدوث الإنسداد فى آى من فتحات القنوات الدمعية بالعينين أو فى بعضها أو عليها وفى حالة إنسداد فتحات قنوات الدموع يعانى المريض من وجود دموع زائدة مستمرة على الجفون والوجنة .. كما تؤدى زيادة الدموع إلى زغللة وعدم وضوح رؤية .. كما  يؤدى عدم تصريف إفرازات العين إلى حدوث إلتهابات متكررة والتى تؤدى بدورها إلى زيادة إنسداد الفتحات وهكذا ...

ويتم علاج الإنسداد بعدة طرق أولها وأهمها أن يتوقف المريض تمام عن إستخدام آى قطرات إلا ما يقرره الطبيب ويمكن إستخدام أنواع محددة من القطرات المضادة للإلتهاب والتى لاتحتوى على مواد كيميائية حافظة ويستمر ذلك عدة أسابيع .. كما يتم إيضا فى هذه الفترة إجراء توسيع متكرر لفتحات قنوات الدموع وعادة مايتم ذلك اسبوعيا فى الفترة الأولى حتى تبدأ الحالة فى التحسن ثم تزيد الفترة تدريجيا .. وفى حالة فشل العلاج الدوائى أو فى الحالات الشديدة والمتأخرة فيجب عمل توسيع جراحى لفتحات قنوات الدموع مع تركيب دعامة بها لمدة عدة شهور لضمان عدم إنسدادها .. وتتوافر العديد من الأنواع المختلفة للدعامات بعضها مؤقت وبعضها دائم مثل Flow-Contraller أو Monoka أو Muni Monoka وترتفع نسبه نجاح هذه العمليات كلما كان الإنسداد حديث كما تقل النسبة فى الشباب وصغار السن.

إنسداد القنوات الدمعية العليا:ـ

تؤدى كل فتحة من فتحات القنوات الدمعية الموجودة بالجفون إلى قناة دمعية عليا توجد أسفل الجلد بكل جفن وتؤدى بدورها إلى الكيس الدمعى الموجود مابين العين والآنف .. ويبلغ طول كل قناة من 8-10مم وقطرها 1-2مم وتحدث حالات إنسداد القنوات الدمعية العليا نتيجة لنفس الأسباب التى تؤدى إلى إنسداد فتحات قنوات الدموع السفلى وهى الإلتهابات المتكررة والإصابات والإستخدام الخاطىء والمتكرر لقطرات العين وعادة مايبدأ الإنسداد من فتحة القناة ثم يمتد بطول القناة ويعانى المريض من دموع مستمرة مع إحمرار بالعين مع إفرازات كما يمكن حدوث إلتهابات ميكروبية وفطرية بالقناة الدمعية العليا خاصوة بميكروب Actionmyces ويعد هذا الإنسدا من أكثر أنواع إنسداد القنوات الدمعية صعوبة فى العلاج حيث أنه عادة لايستجيب للعلاج الدوائى ويحتاج تدخل جراحى دقيق وقد يستلزم إستخدام أجهزة دقيقة مثل قرنية Sister أو زرع دعامة دائمة فى القنوات الدمعية مثل دعامة Jones وغيرها من الأساليب الجراحية.