العدسات اللاصقة


العدسات اللاصقة أو الملتصقة  Contact lenses  هي عبارة عن نظارة ملتصقة بالعين.

ورغم أن النظارات حلت كثيراً من مشاكل الإبصار إلا أنها ليست الحل الأمثل لعيوب النظر "مثل قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم"وبالذات في الدرجات العالية.


ويرجع السبب في ذلك إلى عدة أسباب:


أولاً: محيط الرؤية بالنظارة يتوقف على حجم الإطار الخارجي للنظارة "الشنبر"وبالتالي إذا نظر المريض في أي اتجاه علوي أو سفلي فسوف ينظر من خارج النظارة.


ثانياً: إذا نظر الشخص في منتصف بؤرة العدسة فسيرى الأشياء بوضوح أما إذا نظر من خلال أطراف العدسة تكون الصورة مشوشة حيث أن أطراف العدسة تعمل كما لو كانت منشوراً فتترحل الصور قليلاً.


ثالثاً: نتيجة لأن الإطار الخارجي للنظارة يتداخل مع مجال الرؤية فإنه يحد منه.


رابعاً: بعد زجاج النظارة عن القرنية لمسافة تصل إلى 12 ملليمتراً قد يؤدي الي  تصغير حجم الأشياء بالنسبة لقصار النظر وتكبير حجم الأشياء للأشخاص ذوي طول النظر.


خامساً: الرفض النفسي والنفور من ارتداء النظارات لأنها تدل على قصر النظر أو لأنها غير جمالية الشكل "من وجهة نظر صاحبها".

كل هذه الأسباب دعت العلماء إلى دراسة سطح القرنية والبحث في علم البصريات للتوصل إلى عدسة تصنع من مادة يمكن تثبيتها على سطح القرنية وبالتالي تتفادى كل عيوب النظارات بدون أن تسبب للقرنية أي مشاكل من جراء احتكاكها بها... وكان لابد من دراسة طريقة غذاء القرنية واحتياجها للأوكسجين بحيث لا تتأثر بارتداء تلك العدسات.
وفي أول الأمر كانت العدسات اللاصقة تصنع من الزجاج... ولكن ذلك لم يستمر طويلاً بعد أن ظهرت أنواع من العدسات المتقدمة التي تتميز بالشفافية وعدم تسببها في حدوث تهيج بالعين.

ومن أشهر أنواع العدسات التي ظلت مستخدمة لفترة طويلة في الماضي كانت هي العدسات الصلبة وكان قطرها أصغر من قطر القرنية ولكن درجة تحمل الشخص لها كانت قليلة لما كان يحس به من وجود جسم صلب في عينه.
لذا تطورت صناعة العدسات اللاصقة لابتكار أنواع أخرى أكثر ملائمة لسطح القرنية مما يقلل أحساس المريض بوجود جسم غريب داخل عينيه.
وتلا ذلك اختراع العدسات المنفذة للأوكسجين والعدسات اللينة.
وهذا النوع من العدسات كان يتم  حساب درجة تحدبها لتتلائم مع درجة تحدب القرنية.
كانت العدسات اللينة في البداية تحتوي على درجة معينة من الماء تصل إلى 38% من تكوينها وذلك كان يتيح للمريض أن يرتديها إلى فترة تصل من 8-12 ساعة ثم يخلعها ليقوم بتنظيفها يومياً بمحلول خاص بالعدسات اللاصقة.
ولما كان يترسب على العدسات اللاصقة بعض الرواسب البروتينية نتيجة للأتربة وإفرازات العين و بقايا محلول العدسات لذا كان لزاماً على المريض أن يضع العدسة مع قرص مذيب للبروتينات في بعض المحلول لإزالة تلك الرواسب مرة كل أسبوع إلى شهر.
والجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من مرتدي العدسات اللاصقة عندما يعتادون عليها فإنهم يتكاسلون عن خلعها قبل النوم ومن هنا تحدث المشاكل حيث أن القرنية تعتمد أثناء الاستيقاظ "أي والعين مفتوحة"على التغذية الهوائية والأوكسجين.
أنا أثناء النوم فهي تعتمد على التغذية اللاهوائية"لا يوجد أكسجين جوي"ومعناها أن القرنية في حالة تقشف غذائي وبالتالي فلا تحتاج إلى جسم غريب يزيد من أعبائها الغذائية فإذا وجد هذا الجسم الغريب "العدسة اللاصقة"في هذه الظروف فإن القرنية تبدأ في المعاناة من نقص التغذية فتطلب إمدادات غذائية.


ولكن من أين تأتيها هذه الإمدادات؟


بالتأكيد من الدورة الدموية الموجودة في الملتحمة "الغشاء المخاطي المبطن لبياض العين".
وتبدأ هذه الأوعية الدموية في غزو أطراف القرنية فتفقد الأطراف شفافيتها بالتدريج. كل ذلك دعى إلى اختراع عدسات ذات نسبة أعلى من الماء 55% أو أكثر وسميت هذه العدسات بالعدسات الأسبوعية والشهرية التي تمكن المريض من ارتدائها لفترة أطول من اليوم.
ولذا ننصح مرتدي العدسات اللاصقة في وجود الأتربة والتلوث إلى عدم النوم بها حتى ولو كانت عدسة شهرية لأن ذلك سيحمل القرنية أعباء هي بالتأكيد في غنى عنها مما قد يهدد بحدوث التهابات متكررة أو قرحة القرنية الخ.
ولما كانت بعض المحاليل تؤدي إلى حدوث رواسب بروتينية على سطح العدسة فقد كان ذلك سبباً في اختراع عدسات يتم ارتداؤها لمدة أسبوعين او شهر علي الأكثر ثم تستبدل بأخرى وهكذا  Disposable lenses. وقد شاع استخدامها في الفترة الحالية
 ولأن ارتداء العدسات اللاصقة كان الهدف الأساسي منه هو إضفاء الشكل الجمالي على مستعمليها فقد ظهرت بعد ذلك العدسات اللاصقة الملونة والتي ممكن استخدامها كأداة تجميلية حتي لأصحاب البصر السليم

العدسات اللاصقة ذات الحدقة السوداء:


وقد اخترعت هذه العدسات لمعالجة المرضى الذين فقدوا الإبصار تماماً وأصبحت قرنيتهم معتمة وبيضاء وتستخدم هذه العدسات التجميلية ذات اللون البني في الأطراف والأسود في المنتصف لإخفاء هذه السحابة وليس لاستعادة الإبصار.
.
العدسات المعالجة للاستجماتيزم:


تم اختراع عدسات الاستجماتيزم ويطلق عليها العدسات الـ "Toric" ,و التي تؤدي الي تحسن نسبي في الرؤية لقدرتها علي معالجة الاستجماتزم  بنسبة كبيرة  وإن كانت مشكلتها أنها مرتفعة الثمن وتستغرق وقتاً لتصنيعها لكل مريض.

العدسات ثنائية البؤرة:


وقد ظهرت هذه العدسات وشهدت إقبالات ملحوظة من الأشخاص فوق سن الأربعين, حيث أن العدسات اللاصقة التقليدية  تمكنهم من الرؤية للمسافات البعيدة ولكنهم لا يستطيعون رؤية الأشياء القريبة لأن الأشخاص فوق سن الأربعين يعانون من طول نظر للمسافات القريبة لذلك فإنهم "وقبل اختراع العدسات الثنائية البؤرة"كانوا يرتدون نظارات القراءة عند رؤية الأشياء القريبة.
وعند اختراع العدسات ثنائية البؤرة فإن جزءاً من العدسة يمكن مرتديها من النظر للمسافات البعيدة والجزء الآخر للمسافات القريبة. وأكثر مستعملي العدسات اللاصقة ثنائية البؤرة هم السيدات فوق سن الأربعين.

نصائح عامة لمستخدمي العدسات اللاصقة:


كيف ترتدي العدسات؟


* توضع العدسة على طرف السبابة "الأصبع الثاني"بحيث يكون سطحها المحدب ملامساً للسبابة, وسطحها المقعر مواجها للقرنية وذلك بالنسبة لليد اليمنى.
* يستخدم المريض اليد اليسرى فوق الرأس لإبعاد الجفن العلوي ويستخدم الأصبع الأوسط لليد اليمنى لإبعاد الجفن السفلي وبذلك تصبح مقلة العين مكشوفة ومجهزة لاستقبال العدسة.
* يتم تقريب أصبع السبابة الذي يحمل العدسة تدريجياً ناحية القرنية بينما ينظر المريض بعينه للعدسة حتى تلمس العدسة سطح العين.
* يبعد المريض السبابة برفق بينما الجفون مازالت مبعدة ثم يحرك عينه في جميع الاتجاهات حتى تثبت العدسة على سطح القرنية.
* سيشعر المريض ببعض الحرقان البسيط الذي يزول في خلال دقائق معدودة ويكرر المريض نفس الخطوات للعين الأخرى.

كيف تخلع العدسات؟


* يستخدام الأصبع الأوسط لليد اليمنى لإبعاد الجفن السفلي والأوسط لليد اليسرى لإبعاد الجفن العلوي.
* يوضع الإبهام والسبابة على بياض العين "الأصبع الأول والثاني"ويتم الضغط على أطراف العدسة إلى المنتصف فتخرج العدسة من العين.


ماذا تفعل لو كانت العدسة مطوية على نفسها؟


لا تحاول الإمساك بأطراف العدسة بأظافرك محاولاً فردها فذلك سينتهي حتماً بتمزيق أطراف العدسة, ولكن توضع العدسة, وهي مطوية في راحة اليد ويوضع عليها بعض من محلول العدسات ويتم تدليكها بالأصبع فتفرد العدسة.


كيف تنظف العدسة؟


توضع العدسة في راحة اليد وتوضع عليها قطرات من محلول العدسات ثم يستخدم الأصبع الصغير في تدليك العدسة في حركات دائرية ثم تمسك العدسة من طرفها وتشطف بالمحلول.


كيف تعرف سطح العدسة من ظهرها؟


في بعض الأحيان يرتدي المريض العدسة على ظهرها فلا تثبت على سطح العين ويشعر المريض بوجود جسم غريب في عينه مع وجود دموع غزيرة.
ولتفادي ذلك يمكن معرفة سطحي العدسة المقعر والمدب. فالسطح المقعر الذي سيلامس سطح القرنية يلتصق بسهولة بطرف الأصبع الأصغر بينما السطح المحدب لا يلتصق بنفس السهولة.