انسداد القنوات الدمعية عند كبار السن

وهو نوعان: نوع أولي يحدث بدون سبب ظاهر ونوع ثانوي ينتج عن أمراض الأنف والجيوب الأنفية وإصابات الجفون والأنف وهذا النوع الثاني أقل شيوعاً وإن كانت نسبته تزداد مع ازدياد حالات التدخل الجراحي لعلاج أمراض الأنف والجيوب الأنفية خاصة مع التوسع في استخدام المنظار الجراحي في مثل هذه الحالات.


أما النوع الأول وهو أكثر الأنواع حدوثاً فيحدث بنسبة عالية في السيدات تفوق نسبة الرجال المصابين به حوالي 6:1 أي رجل مصاب لكل 6 سيدات مصابات بالانسداد وعادة ما يحدث ذلك بعد سن الأربعين... ورغم عدم معرفة السبب بصورة قاطعة فقد ثبت أن هناك عاملين مهمين يساعدان على حدوث الانسداد:


العامل الأول: هو تكرار التهابات العين (الرمد).
العامل الثاني: هو استخدام القطرات القابضة مثل  البريزولين وشبيهاتها... ومن المؤسف أن هذه القطرات يتم استخدامها في مصر بصورة كبيرة وعلى نطاق واسع وبدون استشارة الطبيب في أغلب الأحيان رغم أن الأبحاث أثبتت أنها تؤدي بصورة مباشرة إلى تليف بالملتحمة وأنسجة القنوات الدمعية العليا.


ويؤدي انسداد القنوات الدمعية إلى احتباس الدموع بالعين ثم تساقطها علي الجفون والوجنتين مما يؤدي إلى التهاب بالجفون نتيجة أن الدموع محملة بمواد ناتجة عن بقايا التمثيل الغذائي وأن نسبة الحموضة بها أكثر مما يحتمله الجلد الرقيق الذي يغطي الجفون.


وخطورة هذه الحالة هو حدوث التهابات صديدية بالقنوات الدمعية وقرنية العين مما قد يؤدي إلى فقدان البصر. ونحن كأطباء متخصصين نشبه هذه الحالة بالقنبلة الموقوتة التي قد تؤدي إلى الانفجار في أي وقت وينتشر الصديد إلى داخل مقلة العين.


وعند تشخيص الحالة فيجب معرفة مستوى ومكان الإنسداد في القنوات الدمعية حيث يتوقف نوع العلاج على مكان الإنسداد وهل الإنسداد في القنوات الدمعية العليا أم في الكيس الدمعي أم في القناة الدمعية الرئيسية ويمكن معرفة ذلك بالكشف الإكلينيكي وبإجراء بعض الأختبارات لتحديد مكان الإنسداد بدقة.


وفي حالة الإنسداد بالقنوات الدمعية العليا فيمكن علاج بعض الحالات دوائياً في المراحل الأولى, أما في المراحل المتأخرة فيجب إجراء عملية توسيع للقنوات باستخدام أجهزة مثل تربنة القنوات الدمعية العليا مع تركيب دعامات قنوات دمعية أحادية الرأس أو إعادة تشكيل القنوات الدمعية العليا باستخدام الميكروسكوب الجراحي... كما يمكن أيضاً زرع موسع قناة دمعية عليا يساعد على توسيع القناة ومرور الدموع إلى القناة الرئيسية وتجويف الأنف وهو مشابه في تصميمه لمثيله المستخدم في توسيع الشرايين التاجية بالقلب ويمكن بقاؤه مدى الحياة بدون الحاجة للجراحة أو لإزالته وقد بدأ استخدامه منذ عدة سنوات بنتائج مشجعة.


وفي الحالات التي بها انسداد تام يمكن استخدام أنابيب قنوات دمعية مثل أنبوبة جونز وأنبوبة ميتيرو لتفادي الإنسداد.
أما في حالات انسداد القناة الدمعية الرئيسية فالحل هو إجراء عملية توصيل القناة الدمعية بالأنف وقد تطورت هذه العملية بصورة كبيرة وأصبح من الممكن عملها باستخدام تخديرموضعي وبدون فتح خارجي أو باستخدام فتحة صغيرة ومن داخل الأنف باستخدام الليزر الجراحي.


وتبلغ نسبة نجاح هذه العملية الآن أكثر من 95% بالتخدير الموضعي وبدون الحاجة للبقاء بالمستشفى أو تغطية العين وقد بدأ حديثاً استخدام بالون جراحي لتوسيع القناة الدمعية الرئيسية باستخدام المنظار ودون الحاجة للفتح الخارجي ويمكن استخدام هذه الطريقة في الأطفال والكبار.