انسداد القناة الدمعية الخلقي عند حديثي الولادة

 

 
وهو أكثر أنواع الانسداد شيوعاً حيث يصيب حوالي 2-4% من الأطفال عند الولادة وهي نسبة عالية.
وعلى عكس المعتقد فإن الأطفال عند الولادة يكونون قادرين تماماً على إفراز الدموع بكمية تتناسب مع احتياجاتهم, كمان أن حوالي 96% منهم تكون القنوات الدمعية عندهم قد اكتمل نموها وقادرة على تصريف الدموع بكفاءة إلى تجويف الأنف حيث أن تكوين القنوات الدمعية يكتمل مع بلوغ الجنين الشهر التاسع من الحمل.
أما في نسبة 2-4% من الحالات فإنه يكون هناك تأخير في تكوين القنوات الدمعية مما ينتج عنه انسداد وعدم قدرة على تصريف الدموع للأنف, ويحدث ذلك في إحدى أو كلتا العينين وتظهر في صورة التهابات متكررة مع إفراز دائم بالعين منذ الأيام الأولى بعد الولادة.
كما تزيد النسبة بصورة كبيرة في الأطفال المبتسرين الذين تمت ولادتهم قبل الشهر التاسع من الحمل كما تزيد النسبة أيضاً في حالات زواج الأقارب أو في حالة حدوث هذه الحالة في أحد الأخوة أو الأخوات من قبل.
وفي الحالات البسيطة عادة ما ننصح الأم والأب بالانتظارحتى يبلغ المولود الشهر السادس من العمر مع استخدام بعض القطرات المطهرة وعمل تدليك للقنوات الدمعية للمساعدة في تصريف الدموع أنا إذا استمرت الحالة إلى أكثر من 6-9 شهور أو إذا تكررت التهابات العين الصديدية فيجب عندئذ التدخل فوراً لتوسيع القنوات الدمعية قبل حدوث أي تلفيات بها أو انتقال الالتهاب الصديدي للعين.
وقد أثبتت كل الأبحاث العلمية أن أنسب وقت للتدخل بتوسيع القنوات الدمعية هو الشهر التاسع بعد الولادة حيث تبلغ نسبة النجاح في هذا التوقيت 98% من الحالات ثم تقل النسبة بدرجة كبيرة إذا تخطى الطفل عامه الأول.
وقد أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بالاشتراك مع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن يتم إجراء عملية التوسيع للأطفال ما بين الشهر التاسع والشهر الثاني عشر من الولادة لضمان أعلى نسبة نجاح, أما إذا تأخرت العملية عن ذلك الوقت فيجب عندئذ تركيب أنبوبة مؤقتة داخل القناة الدمعية لمدة عدة أشهر ثم إزالتها لضمان توسيع القنوات الدمعية.
وفي حالة تأخير العملية لما بعد عمر ثلاث سنوات فيجب عندئذ فتح القنوات الدمعية جراحياً مع عمل فتحة في جدار الأنف لضمان النجاح... ومن هنا ننصح الآباء والأمهات بسرعة عرض الأطفال حديثي الولادة على طبيب العيون المتخصص إذا تعرضوا لأنسداد في قنوات الدموع أو تكرار حدوث التهابات بالعين مع نصحهم بالتدخل في الوقت المناسب لضمان الشفاء بأقل قدر من التدخل الجراحي.
أما في حالة الحاجة لتركيب أنبوبة داخل القنوات الدمعية فيجب استخدام الأنابيب الخاصة بالأطفال المعروفة باسم الأنابيب أحادية الرأس لتناسبها مع قطر القنوات الدمعية في الأطفال وعدم الحاجة لاستخدام مخدر عند إزالتها.