تجاعيد الجفون

 

يترك الزمن وتجارب الحياة بصماتهما ليس فقط على شخصية الفرد وتصرفاته وردود أفعاله ولكن أيضاً على وجهه في صورة خطوط وترهلات هي التجاعيد.

وإذا كانت هذه الخطوط ترمز للحكمة وخبرة السنين إلا أنها تدل أيضاً على فقدان الحيوية والتقدم في السن وتعطي شعوراً سلبياً عند الآخرين تجاه الفرد والوجه صاحب التجاعيد, وهو ما اثبتته الأبحاث العلمية السيكولوجية.

 وأسباب ظهور التجاعيد متعددة.

 صحيح أن التقدم في العمر يلعب دوراً كبيراً ولكن هناك عوامل أخرى على نفس القدر من الأهمية خصوصاً في الأسراع والتبكير بحدوث التجاعيد في السن الصغيرة منها التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة كالمرشدين السياحيين مثلاً فالشمس هي العدو الأول للجلد وأشعتها تؤدي إلى جفاف الجلد وتؤثر على قدرة خلاياه على التجديد وتقلل من مادة الكولاجين التي تحفظ للجلد تماسكه وليونته, ثم ياتي التدخين الذي يقلل من وصول الدم إلى طبقات الجلد المختلفة فيصيبها بالعجز المبكر ويساعد دخان السجائر على زيادة جفاف الجلد.

ويدفع الوجه الجزء الأكبر من ضريبة التعرض للشمس والتدخين, فهو أكثر أجزاء الجسم تعرضاً للشمس والجفاف وهو المستقبل الأول لدخان السجائر وهو صاحب أكبر نسبة من الشعيرات الدموية وبالتالي أكثر مناطق الجلد تأثراً من قلة وصول الدم له.

وتزداد الحالة سوءاً بالنسبة لجلد الجفون لأنه أقل طبقات الجلد سمكاً في الجسم كله وفي الوجه أيضاً وهو أغناها بالشعيرات الدموية وأكثرها حركة نتيجة وظيفته في حماية العين, كما أن جلد الجفن أقل التصاقاً بالعضلات الموجودة أسفله عن أي جلد في الوجه أو الجسم مما يجعله عرضة للترهل والانتفاخ والتورم أكثر من أي منطقة أخرى في الجسم والوجه.

ثم يأتي دور مستحضرات التجميل فأغلبها مصنع من مواد كيميائية ضررها أكثر من نفعها وتحتوي على مواد قابضة تقلل من وصول الدم إلى الجلد وتساعد أكثر على جفافه. وهناك عوامل طبية أخرى قد تساعد على ظهور التجاعيد في سن مبكرة أهمها اضطراب الهرمونات خصوصاً في السيدات وأمراض الغدة الدرقية وغيرها.
والتجاعيد أنواع منها التجاعيد الديناميكية أو المتغيرة Dynamic Wrinkles التي تنشأ عن تكرار انقباض عضلات الوجه المسئولة عن التعبير عن المشاعر فمثلاً الشخص الضاحك دائماً تظهر له خطوط على جانبي العين أو مايسمى بخطوط الابتسام, أما الشخص العابس دائما فتظهر له خطوط ما بين الحاجبين والشخص المندهش دائما تظهر له خطوط عرضية بالجبهة ومثلها خطوط بالرقبة.

وتفسير هذه الخطوط أن تكرار انقباض العضلات التي تتحكم في حركة الجلد يؤدي إلى أن تحفر هذه العضلات أثراً في الجلد وتظهر التجاعيد.

ويتم الآن تقسيم هذا النوع من التجاعيد إلى 6 درجات.

 أول درجة هي مجرد وجود خط في الجلد عند استخدام العضلة "عند الضحك مثلاً" أما الدرجة السادسة فعندما يتحول الخط إلى ما يسمى بالخندق Deep Furrow ويكون موجوداً بصورة دائمة ويتحول الأمر إلى تجاعيد ثابتة. والتجاعيد الديناميكية بصفة عامة تظهر في سن مبكرة ولها طرق علاج فعالة.

وهناك أيضاً التجاعيد الثابتة Static Wrinkles وهي عادة ما كانت تظهر في سن متأخرة بعد الخمسين أو الستين نتيجة التقدم في السن وضعف حيوية الجلد ولكنها أصبحت الآن تظهر في سن أصغر بفعل الشمس والتدخين والمواد المستخدمة في مستحضرات التجميل.

وهذا النوع من التجاعيد يكون نتيجة تغييرات في طبقات الجلد نفسه مع قلة مادة الكولاجين وقلة الألياف المرنة التي تعطي الجلد حيوية وليونة ويتم أيضاً تقسيم هذه التجاعيد إلى عدة درجات.

وهناك عامل آخر وهو درجة لون الجلد "البشرة" حيث يتم تقسيم الجلد إلى 5 درجات أولها هي البشرة شديدة البياض مثل دول شمال أوربا وروسيا ثم الدرجة الثانية وهي أقل بياضاً ثم الدرجة الثالثة وهي اللون القمحي ثم الدرجة الرابعة وهي البشرة السمراء وأخيراً الدرجة الخامسة وهي البشرة السوداء مثل الأفارقة, وتختلف كل بشرة عن الأخرى في مدى حدوث التجاعيد وفي تفاعلها مع أشعة الشمس وأخيراً في استجابتها لطرق العلاج المختلفة الموجودة حالياً للتجاعيد.

ويعتبر أغلب المصريين والعرب عامة في الدرجة الثالثة "البشرة القمحية" مع قلة في الدرجة الثانية وقلة في الدرجة الرابعة.

والآن دعونا نعرف هل يمكن تحدي آثار الزمن ومحوها وكيف اختلف الأمر الآن عما كان عليه منذ خمسة عشر عاماً, وما هو الجديد الذي أدى إلى ثورة عالم تجميل الجفون والوجه في السنوات الماضية.

 لكي نفهم ذلك يجب استعراض طرق إزالة التجاعيد جميعاً ثم نكتشف أفضلها وأكثرها استخداماً الآن.
 

أولاً: الوقاية من حدوث تجاعيد الوجه والجفون:

يمكن الوقاية بدرجة كبيرة من حدوث التجاعيد وتأخير حدوثها لسنوات طويلة إذا أتبع الفرد رجلاً كان أو امرأة مجموعة من الارشادات الصحية البسيطة التي تحافظ على نضارة وجهه وتجعله كوجه الطفل على مدار السنين.

فيجب مثلاً الامتناع عن التدخين بكل أنواعه ويشمل ذلك التدخين السلبي أي التواجد بجانب المدخنين والتعرض للدخان الناتج عن السجائر أو الشيشة اوغيرها من وسائل التدخين.

كما يجب تفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس والحماية منها باستخدام وسائل ميكانيكية مثل النظارة الشمسية والكريمات المعروفة باسم Sun Blocks.

 والنظارة الشمسية يجب أن تكون من نوع قادر على حجب الأشعة فوق البنفسيجية بكل أنواعها وليس مجرد عدسة زجاجية داكنة اللون أما الكريمات فهي متوفرة بعدة درجات وينصح باستعمالها بصورة دائمة وليس فقط في فصل الصيف أو على الشواطئ بل أن كل المختصين في عالم التجميل الآن ينصحون المرأة خصوصاً العاملة التي تخرج يومياً باستعمال الكريمات بصورة روتينية قبل استعمال مستحضرات التجميل.

وينصح أيضاً خبراء التجميل بتفادي المستحضرات التي تؤدي إلى جفاف البشرة والتي تحتوي على مواد قابضة بنسبة كبيرة بل يفضل المستحضرات التي تحتوي على نسبة عالية من المياه والمصنعة من مواد طبيعية وكذلك تحتوي على فيتامين"أ" الضروري لصحة خلايا الجلد وفيتامين "ج" الضروري لتكوين مادة الكولاجين وفيتامين "هـ" الذي يساعد على تجديد شباب خلايا الجلد.

وهذه الفيتامينات متوفرة الان في صورة حقن يتم حقنها بالوجه ويضاف إليها بعض البروتينات وهذا هو الميزوثرابي Mesotherapy
وتتوافر الآن عدة أنواع من الكريمات تحتوي على هذه الفيتامينات بنسبة سليمة ومضاف إليها مواد تساعد على إزالة طبقات الدهون أو خلايا الجلد الميتة التي تترسب على الجلد وتقلل من حيويته.

كما يمكن استخدام الأقنعة من المواد الطبيعية والمتوفرة بسهولة مثل الزبادي والعسل وتقوم هذه الأقنعة بتزويد الجلد بكمية كبيرة من المياه مما يحافظ على حيويته ورطوبته كما تحتوي بعض هذه المواد على فيتامينات ضرورية لحيوية الجلد ولتكوين الكولاجين بصورة مستمرة كما أن التدليك الذي يصاحب عمل هذه الأقنعة يساعد على زيادة  تدفق الدم إلى منطقة الوجه والجلد بصفة خاصة.

 ويمكن استخدام هذه الأقنعة بسهولة بالمنزل وتكرارها بصورة دائماً وهي رخيصة الثمن ومتوفرة للجميع في كل الأعمار.

أما آخر طرق الوقاية فتتمثل في الاستخدام المبكر منذ سن الثلاثين تقريباً لحقن البوتيولينم لمنع حدوث التجاعيد الديناميكية.
 

ثانياً: طرق علاج تجاعيد الجفون والوجه:

1- الحقن بمادة البوتيولينم أو البوتكس "Botox":

البوتكس أو البوتيولينم توكسين هو افراز لإحدى الكائنات الحية الدقيقة "بكتريا" وهو في هذا الأمر يتشابة مع البنسلين وهذه المادة يؤدي إلى شلل العضلات في المنطقة من الجسم التي توجد بها ولفترة مؤقتة, فلو تم حقنها في منطقة الوجه تؤدي إلى إرخاء عضلات الوجه ولو تم حقنها في منطقة الصدر مثلاً تؤدي إلى شلل في عضلات التنفس.

وقد استخدم الأطباء هذه المادة على مدى عشرات السنين كعلاج للتشنجات العضلية وتشنجات الوجه والرقبة كما تم استخدامها في علاج بعض حالات حول العينين عن طريق الحقن الموضعي في المناطق المطلوب ارخاء العضلات بها دون أن يصاحب ذلك أي انتشار له في الجسم أو عن طريق الدم.

وعندما كان يتم استخدام الحقن بهذه المادة منذ أكثر من عشر سنوات كعلاج لتقلصات العيون والوجه المعروفة باسم Blepharospasm أو "رفة العين" اكتشف الأطباء أن تكرار الحقن 3 أو 4 مرات يؤدي إلى اختفاء التجاعيد من الجفون والوجه في المناطق التي تم إجراء الحقن بها ولمدة عدة شهور وهي مدة فاعلية مادة البوتيولينم, وعندما ينتهي تأثير الحقن ومع التكرار تقل قوة العضلة وتقل التجاعيد.

فمثلاً إذا كانت التجاعيد من الدرجة الثالثة وتم حقنها فإنها تصبح في الدرجة صفر أو الأولى لمدة عدة شهور حتى ينتهي مفعول الحقن فتعود إلى الدرجة الثانية وليس الثالثة كما كانت ومع تكرار الحقن عدة مرات تختفي التجاعيد وتقل الحاجة إلى الحقن فبدلاً من كل عدة شهور كما في البداية يصبح مجرد مرة سنوياً لضمان استمرار مفعول الحقن وبذلك يصبح استخدام مادة البوتيولينم ليس مجرد علاج ولكنه وقاية من زيادة التجاعيد أو حدوثها خصوصاً إذا بدأ استخدامه منذ الثلاثينات من العمر كما ينصح كل أطباء التجميل في العالم الآن.

وفي منتصف عام 2002 وافقت هيئة الرقابة على الأدوية والأغذية الأمريكية وهي أكبر جهة رقابية على الأدوية في العالم على التصريح رسمياً باستخدام البوتكس كعلاج للتجاعيد الديناميكية, وأقرت في خطاب التصريح بأنه أول علاج علمي دوائي خاضع للمعايير الطبية وفعال لعلاج التجاعيد والوقاية منها على المدى الطويل.

 ولكنها نصت على أن يتم استخدامه بواسطة أطباء متخصصين حاصلين على دورات تدريبية محددة.

وقد تم إعطاء هذه الدورات في عدد من البلدان العربية والأجنبية وأصبح هناك الآن عدد لا بأس به من أطباء تجميل العيون قادرين على استخدامه بالصورة والجرعة السليمة.


أسلوب الحقن:


أما كيف يتم الحقن؟ فهذا يحتاج أولاً إلى ملاحظة وجه الشخص رجلاً كان أو امرأة, ويتم ذلك في الوضع العادي ثم يطلب من الشخص الضحك مرة والعبوس مرة والدهشة مرة أخرى ويتم ملاحظة التغيير الذي يتم في كل وضع وملاحظة حركة عضلات الوجه المستخدمة في التعبير وملاحظة الخطوط التي تظهر على وجه الشخص والمكان الذي تظهر فيه هذه الخطوط, وهذه هي الخطوة الأولى التي يتم على ضوئها تحديد الجرعة المناسبة لكل موضع سيتم الحقن به.

بعد ذلك يقوم الطبيب بتحضير مادة "البوتكس" ومن المعروف أنها مادة شديدة الحساسية يجب أن تبقى دائماً في درجة حرارة باردة أقل من 4 درجات مئوية وإلا فقدت مفعولها.

 وهي موجودة في صورة مسحوق "بودرة" ومعبأة في عبوة معقمة ولا يتم فتحها سوى عند الاستخدام.

وتحتوي كل عبوة على عدد من الوحدات الفعالة عادة ما يكون 100 وحدة فعالة ويقوم الطبيب بتحضيرها عن طريق اذابتها في محلول محدد لا يحتوي على مواد حافظة ويجب أن يتم تحضيرها في الحال وعند الاستخدام حيث تفقد فعاليتها بنسبة كبيرة خلال ساعات من التحضير ولا يجوز الاحتفاظ بها أو تخزينها لفترات طويلة بل يجب استخدامها خلال 24-48 ساعة على الأكثر كما تنصح أغلب المراجع الطبية لضمان تحقيق التأثير المطلوب.

ويتم تحديد عدد الوحدات المستخدمة حسب كمية المحلول الذي يتم إذابة مسحوق البوتكس به, فكلما زادت كمية المحلول قل عدد الوحدات المستخدمة وفي الأغلب يتم استخدام من 2-4 سم3 من المحلول.

 وتختلف الجرعة من مكان إلى آخر في الوجه فمنطقة ما حول العين "خطوط الضحك" تحتاج إلى 7.
 
5 وحدة لتحقيق الأثر المطلوب ومنطقة الجبهة "خطوط الدهشة" تحتاج حوالي 20 وحدة لتحقيق نفس الأثر أما منطقة ما بين الحاجبين "خطوط العبوس أو التكشير" فتحتاج إلى حوالي 20 وحدة أيضاً, وفي النصف الأسفل من الوجه "الشفاه والذقن" فيقل عدد الوحدات المطلوب بصورة كبيرة إلى ما بين 2.5-5 وحدات على الأكثر.

كما يختلف عدد الوحدات في الرجال عنها في السيدات حيث يحتاج الرجل إلى مرة ونصف المرة من عدد الوحدات المستخدمة في السيدات وذلك لكون جلد الرجل أكثر سمكاً من جلد المرأة وعضلات وجهه أكثر حجماً.

ويتم استخدام إبر رفيعة للغاية "30 gauge" معدة خصيصاً لذلك ويتم حقنها في الأماكن التي تم اختيارها ويلاحظ أن تأثير الحقنة يحدث فقط في منطقة قطرها 1 سم من مكان الحقن وبالتالي فإن مفعول الحقن لا ينتشر في مناطق غير مطلوبة ولا ينتشر في الجسم ولكن ذلك يفرض على الطبيب تحديد مكان الحقن بكل دقة لضمان التأثير المطلوب.

كما يعني هذا أن منطقة الجبهة تحتاج إلى عدة حقن وكذلك منطقة ما حول العين ومنطقة الرقبة.

 ولا يتعدى زمن الحقن عدة دقائق وهو غير مؤلم ولا يحتاج لأي تخدير, ويتم اجراؤه بدون الحاجة لدخول المستشفى وبدون ترك أي آثار على الوجه.

 وينصح المريض باستخدام ثلج على مناطق الحقن لعدة دقائق ثم يمكن له مباشرة حياته الطبيعية بعد الحقن مباشرة حيث أن الحقن لا يترك أي كدمات أو آثار بالوجه.

ويبدأ تأثير الحقن في الظهور بعد عدة أيام "4-7 أيام" ويستمر لعدة شهور3-6 شهور" بعد الحقنة الأولى ويحتاج بعدها الشخص إلى تكرار الحقن بنفس الطريقة ليصبح أثر مادة البوتيولينم مستمراً.

وتمتاز هذه الطريقة بأنها مأمونة حيث أن مادة البوتيولينم لا تنتشر في الجسم بل تؤثر فقط على العضلات في المنطقة التي تم الحقن بها فمدى انتشار المادة هو دائرة قطرها 1 سم من مكان الحقن, كما أن تفاعل الجسم مع مادة البوتيولينم نادر للغاية.

أما أهم مميزات الحقن فهي أن تأثير الحقن مؤقت وإذا ارتأت المريضة او المريض أن الشكل الجديد لا يتناسب معها أو أنها غير راضية عنه فيمكن عدم تكراره, وهذا على عكس بقية الطرق الأخرى التي سنتناولها مثل الجراحة أو الليزر التي لا يمكن للمريض بعدها العودة إلى شكله السابق.

وعلى عكس الليزر الذي يستخدم لعلاج التجاعيد والذي يتطلب أن يكون لون البشرة أبيض أو مائلاً للبياض من الدرجة الأولى أو الثانية كما في الأوربيات, ولا يمكن استخدامه في البشرة السمراء كما في المصريات والعربيات, فأن مادة البوتكس لا تعتمد مطلقاً على لون البشرة ولذا فالحقن مناسب جداً للنساء الشرقيات.

 أما آخر مزايا الحقن بالبوتكس فأنه يمكن الجمع بينه وبين الطرق الأخرى من علاج التجاعيد مثل شفط انتفاخات الجفون أو عمليات إزالة الترهلات بالوجه والجفون أو حقن الفيلرزFillers.

وتصلح هذه الطريقة لإزالة التجاعيد من منطقة الجفون والوجه والرقبة خصوصاً حول العين "خطوط الضحك" ومنطقة الجبهة "خطوط الدهشة" ومنطقة ما بين الحاجبين "خطوط العبوس" أو "التكشير" وخطوط الرقبة العرضية وهذه هي أكثر المناطق استجابة للحقن بمادة البوتكس بينما تقل الاستجابة في مناطق الوجنتين أو الشفاه أو الذقن.

كما يمكن استخدام الحقن لتعديل مكان وشكل الحاجب عن طريق التحكم في التوازن بين العضلات المسئولة عن وضع الحاجب لأعلى والعضلات المسئولة عن وضح الحاجب لأسفل. فإذا ارادنا رفع الحاجب لأعلي قليلاً فيمكن حقن حوالي 5 وحدات أو أقل في العضلة الخافضة للحاجب الموجودة أسفل الحاجب وأعلى الجفن وفي منطقة ما بين الحاجبين على هيئة مثلث قاعدته لأعلى مع تفادي الحقن في الجزء الخارجي من الجبهة أو الجزء العلوي من الجفن.

وهذه الطريقة مثالية كلما كان العمر صغيراً "في الثلاثينات" وعند اجراء عمليات شد الجفون.

وتعتبر طريقة الحقن طريقة مثلي بصفة خاصة في منطقة الجبهة وما بين الحاجبين "مثل ما فعله أحد مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية".

بقى أن نعلم أن عدد جرعات البوتكس في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2002 فقط هو مليون واستخدمت عمليات الحقن لحوالي 600 ألف بينهم مشاهير النجوم في هوليود, وأنه انتشر بصورة كبيرة في مصر والبلدان العربية ليس فقط بين السيدات ولكن الرجال أيضاً حيث أنه شديد الفاعلية وسريع المفعول وبدون آثار جانبية.

 وانتشاره غير  المسبوق ليس مقصوراً فقط على الطبقة الراقية ولكن بين الطبقة المتوسطة أيضاً لقلة سعره مقارنة بالعمليات الأخرى.
 

1- إزالة التجاعيد جراحياً "شد الجفون" Blepharoplasty:

وهي الطريقة التقليدية المستخدمة منذ عشرات السنين وتعتمد على شد الجفون جراحياً مع إزالة جزء بسيط من الأنسجة المترهلة ويمكن أيضاً في نفس الوقت شفط أي دهون أو انتفاخات في الجفون أو علاج أي ترهل في عضلات الجفن.وقد تطورت هذه الجراحة بصورة كبيرة في السنوات الماضية فأصبحت تجري تحت تأثير مخدر موضعي دون الحاجة للتخدير العام كما أصبح ممكناً في الكثير من الحالات إجراء الجراحة من داخل الجفن دون الحاجة لإجراء فتح خارجي وهذا يستلزم دراية عالية من الطبيب بالصفة التشريحية للجفن وهذا هو أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور فرع تجميل الجفون والعيون كفرع مستقل يقوم به أطباء العيون أصحاب الدراية الكافية بالعين والجفون وليس أطباء التجميل العام الذين تكون خبرتهم في الجفون والعيون أقل كثيراً.

فطبيب التجميل العام دائماً وأبداً يحتاج لإجراء فتح خارجي وشق للجفن في كل الحالات أما أطباء تجميل العيون فيمكنهم التعامل مع أنسجة الجفن من الداخل بدون الحاجة لإجراء أي فتح خارجي في الكثير من الحالات, والسبب الآخر هو أن جراح تجميل العيون أكثر قدرة على معرفة أوتار الجفن وزاوية التقاء الجفن العلوي بالجفن السفلي ودرجة  انحناء حافة الجفن مما يمنع حدوث أي تغيير في شكل وزاوية العين بعد إجراء الجراحة.

ومن المعروف أن أكثر ما يخيف المريض من إجراء جراحة شد الجفون هو أن شكل عينيه قد يتغير "والأمثلة واضحة للجميع" خصوصاً وأن العين هي أول ما يلفت النظر في وجه أي شخص وإذا تغير شكل العين تغير شكل الشخص بالكامل, والسبب الأساسي في حدوث هذا التغيير في شكل العين هو عدم مراعاة بعض النواحي التكنيكية أثناء الجراحة مثل طول أوتار الجفون وزاوية التقاء الجفن العلوي بالجفن السفلي ووضع الحاجب وهذا يحتاج إلى جراح شديد التخصص وأدى ذلك إلى قيام أطباء تجميل العيون وحدهم بإجراء مثل هذه الجراحات في أغلب بلدان العالم.

فالطبيب الجراح المتخصص هو القادر على أن يجعل شكل المريض أفضل ولكن بدون أن يتغير وكما نقول To Look Better But Not Different.

أما أحدث التطورات في عملية شد وتجميل الجفون فهو استخدام تكنيك يجمع بين شد الجفون وشد الوجه والخدود من داخل الجفن السفلي دون الحاجة لإجراء شد الوجه من خلف الأذن كما كان يتم سابقاً وقد حققت هذه الطريقة نجاحاً كبيراً في السنوات الماضية.

وعلاوة على التخدير الموضعي وإجراء الجراحة من داخل الجفن بدون فتح خارجي فالمميزات الأخرى للجراحة تتمثل في عدم الحاجة للمبيت في المستشفى بل تتم الجراحة والخروج في نفس اليوم أو ما اصطلح على تسميته بجراحات اليوم الواحد وأيضاً عدم الحاجة لتغطية العين بعد الجراحة وعدم التأثير على الإبصار لأي فترة من الوقت.
وأخيراً فإن تأثير الجراحة يستمر لسنوات طويلة خاصة إذ تم الجمع بينها وبين الطرق الأخرى مثل حقن البوتكس.

كما أنه من الأفضل طبياً إجراء الجراحة كلما كان المريض صغيراً في (الأربعينات أو الخمسينات) عنها عندما يكون المريض في الستينات أو السبعينات من العمر حيث يستمر أثر العملية في الحالة الأولى 10-15 عاماً بينما يستمر حوالي 5-7 أعوام فقط في الحالة الثانية.علماً بأنه إذا عادت التجاعيد مرة أخرى مع التقدم في السن لا تعود بصورة سيئة كما يعتقد البعض بل على العكس. كما أن عملية إزالة التجاعيد جراحياً في الجفن فيمكن الآن إجراء هذا الفتح باستخدام الليزر الجراحي مع إجرائه في مناطق معينة من الجفن مثل ثنية الجفن أو عند منبت الرمش حيث لا يترك أثراً ثم يتم خياطته بأنواع حديثة من الخيوط الجراحية التي لا تتفاعل مع أنسجة الجفن ولا تترك أي علامات.

أما عيوب الجراحة فهي الحاجة لدخول المستشفى حيث يجب إجراؤها فلا يصح إجراؤها بعيادة غير مجهزة كما أنها تؤدي إلى حدوث تورم وكدمات ( وزرقان) بالجفون والوجه قد يستمر أياماً وفي بعض الأحيان لأسابيع.وهنا يجب التنبيه على المريض بالامتناع تماماً عن التدخين قبل العملية بأيام وعدم تناول أي أدوية قد تزيد من سيولة الدم مثل الإسبرين أو أدوية الروماتيزم التي يستخدمها الكثير من المرضى.

ومن عيوب الجراحة أيضاً أن أثرها يحتاج إلى عدة أسابيع كاملة وهي الفترة التي تحتاجها الأنسجة للاستقرار والتعود على الوضع الجديد.أما أخطر عيوب الجراحة فهو احتمال حدوث مضاعفات جراحية بعد العملية ورغم قلة نسبة حدوث هذه المضاعفات فهي واردة ويجب على المريض معرفتها قبل العملية ويجب العمل على تقليل نسبتها قبل وأثناء وبعد العملية, ومن أهم هذه المضاعفات تغير شكل العين أو زاوية الجفون أو الحاجب كما أوضحنا سابقاً.أو حدوث التهاب أو ندبة في مكان الجراحة أو مكان الفتح الخارجي إذا كان موجوداً.كما يمكن أن تؤدي الجراحة إلى عدم القدرة على اغلاق العين تماماً بواسطة الجفون خاصة أثناء النوم مما يؤدي إلى اضطراب دورة الدموع وإلى تعرض القرنية لخطر التقرحات ويحدث ذلك إذا تم الشد وإزالة الجلد المترهل بصورة أكثر من اللازم لتغطية العين ولحركة عضلات الجفون وبما يجعل كمية الجلد المتبقية من الجفن أقل من اللازم لتغطية العين ولحركة عضلات الجفون والعين بصورة سليمة فمن المعروف أنه يجب توافر حد أدنى من جلد الجفن لضمان حركة سليمة لعضلات الجفن, وإذا تمت إزالة نسبة كبيرة من جلد الجفن تتجاوز هذا الحد تحدث المشاكل المشار إليها, ويجب على الطبيب الجراح المتخصص قياس الحد اللازم لحركة الجفون قبل العملية ومراعاة عدم تجاوزه أثناء العملية.

وعادة ما يقوم الجراح بمراجعة هذه المقاييس قبل العملية مباشرة عن طريق القياس ثم قبل انتهاء العملية يقوم بإعادة القياس مرة أخرى ضماناً لتوافق القياس بما تم إزالته وهذا مماثل تماماً لما يقوم به خياط الملابس الذي يأخذ المقاس ورغم ذلك يقوم بعمل تجربة (بروفة) قبل تسليم الملابس.والجدير بالذكر أن استخدام التخدير الموضعي يساعد الجراح على القيام بهذه التجربة أثناء العملية حيث يستلزم الأمر قيام المريض بفتح وغلق عينيه عند مراجعة القياس وفي بعض الأحيان قد يستلزم الأمر قيام المريض بالجلوس أمام الجراح في غرفة العمليات للاطمئنان على وضع وشكل الجفون قبل انتهاء الجراحة وإجراء أي تعديل لازم فكما أوضحنا سابقاً فإن الجراحة تستمر لسنوات ولا يمكن الرجوع عنها إلا بإجراء جراحة أخرى.

الطرق الجراحية المختلفة:

1- تجميل الجفون من داخل الجفن

وتعتبر هذه الطريقة هي أكثر طرق تجميل الجفون خصوصاً السفلية المستخدمة في العالم في الوقت الحالي وذلك لسهولتها ونسبة الأمان العالية لها والنتائج المقبولة التي تحققها. وتعتمد هذه الطريقة بنسبة كبيرة على مهارة جراح الجفون حيث يجب أن يكون ملماً بالهيئة التشريحية للجفن من الداخل عن طريق الملتحمة وعن طريق العين, ويجب أيضاً أن يكون دارساً لعضلات العين وأماكن وجود الدهون حول العين وداخل الجفن وداخل تجويف الحجاج.

ويمكن إجراء هذه الطريقة باستخدام أي نوع من أنواع التخدير سواء كان موضعياً أو كلياً حيث أنها لا تحتاج مطلقاً إلى تعاون المريض أثناء العملية وتتم عن طريق فتحة بسيطة حوالي 3-5 مم من داخل الجفن وباستخدام الليزر الجراحي حيث يتم التعامل مع الدهون التي تسبب انتفاخ الجفون السفلية إما بإزالتها أو إعادة تثبيتها في أنسجة الحجاج أو بالطريقتين معاً حسب الحاجة.

ويستغرق ذلك حوالي 10 دقائق لكل جفن ويفضل دائماً إجراء الجفون معاً في عملية واحدة لضمان التساوي والتجانس بين الناحية اليمنى والناحية اليسرى من الوجه وبعد ذلك يتم إعادة الأنسجة إلى وضعها الطبيعي ولا يحتاج الأمر إلى خياطة الفتحة الداخلية مطلقاً حيث أنها تلتئم سريعاً في غضون 48 ساعة بدون أي تدخل بالخيوط.

وتمتاز هذه الطريقة بأنها عالية الأمان ولها أقل نسبة حدوث مضاعفات أثناء أو بعد العملية كما أنها لا تؤثر مطلقاً على شكل الجفن ولا إلى تغييره لعدم تعرضها لأوتار الجفون أو درجة انحناء حافة الجفن أو شكل زاوية العين.كما تساعد هذه الطريقة بصورة كبيرة على تقليل الهالات السوداء التي تظهر حول العين عن طريق إزالة الدهون التي تسبب الانتفاخات وتؤدي إلى حدوث ظل داكن على جلد الجفن.

كما أن مجرد إزالة الدهون يؤدي إلى رد فعل في أنسجة الجفن يساعد على حدوث شد بسيط في عضلات الجفن وفي جلد الجفن حتى مع عدم إجراء أي فتح خارجي أو أي إزالة للعضلات والجلد المترهلين.

أما عيوب هذه الطريقة فهي احتياجها إلى مهارة كبيرة من الجراح وبالتالي فقلة فقط من الجراحين اللذين تلقوا التدريب السليم والكافي عليها يستطيعون إجراؤها.كما يجب التأكد من عدم وجود أي زيادة في نسبة سيولة الدم للمريض قبل إجراؤها حيث أن حدوث أي نسبة ولو بسيطة من النزيف يؤدي إلى صعوبة التعرف على أماكن الدهون بصورة سليمة ويقلل من نسبة نجاح العملية وبالتالي يستلزم ذلك إجراء فحص معملي لتحديد سرعة النزف وسرعة التجلط عند المريض قبل العملية.

ويجب الامتناع تماماً عن تناول أي عقار يساعد على زيادة النزف أو منع التجلط مثل الإسبرين والأدوية المسكنة للألم بصفة عامة.ويجب ملاحظة ذلك خاصة عند السيدات حيث دأب الكثير من السيدات المصريات والعربيات على تناول مسكنات الألم باستمرار (أدوية الروماتيزم) أو استخدام الإسبرين بصورة يومية. أما آخر عيوب هذه الطريقة فهي أنها لا تؤدي سوى إلى شد بسيط للجلد وبالتالي لا يجب الاقتصار عليها في حالة وجود ترهل شديد بالجلد بل يجب استخدام طرق أخرى معها.

وأخيراً يمكن إجراء هذه الجراحة في بعض حالات انتفاخ الجفون العلوية أيضاً وليست السفلية فقط وذلك إذا ما كان الانتفاخ مقصوراً على الجزء الداخلي من الجفن ناحية الأنف أو إذا كان الانتفاخ غير مصحوب بأي ترهل في الجلد أو سقوط في مستوى الجفن أو في حالة ما إذا كان الانتفاخ من أثر عمليات سابقة ولم تتم إزالته بصورة سليمة.

1- تجميل الجفون عن طريق فتحة من الخارج:

وهي الطريقة التقليدية ولا تزال أكثر الطرق شيوعاً في تجميل الجفن العلوي كما تستخدام أيضاً في تجميل الجفن السفلي. ويتم إجراؤها عن طريق عمل فتحة خارجية (شق جراحي) في الجلد بعرض الجفن كله حيث يتم بعد ذلك التعامل مع كل طبقات الجفن من عضلات ودهون, وكل طبقة بما يتناسب مع ما تحتاجه من تقويم وتجميل.

ويختلف مكان هذه الفتحة الخارجية ما بين الجفن العلوي والجفن السفلي. ففي الجزء السفلي يتم إجراء هذه الفتحة أسفل الرموش مباشرة على أن تمتد لمسافة خارج الجفن عند زاوية التقاء الجفن العلوي بالجفن السفلي (زاوية العين), حوالي 5مم في إحدى ثنيات الوجه المعروفة بخطوط الضحك وهذا يتم في الرجال والنساء على حد سواء.

أما في الجفن العلوي فيتم إجراء الشق الجراحي في ثنية الجفن العلوي التي تقع حوالي 8-10 مم أعلى الرموش العلوية عند النساء و 7-8مم عند الرجال وتقتصر فقط على منطقة الجفن دون أن تمتد لخارج زاوية العين.

وفي كل الأحوال يجب تحديد هذه المقاسات بدقة شديدة والقيام برسم الجفون والوجه ودراسته تفصيلياً قبل إجراء العملية لضمان الوصول إلى أنسب مكان لإجراء الشق الجراحي وتحديد مساحة الجلد المترهل الذي سيتم إزالته أو شده.

وبعد إجراء الشق الجراحي يبدأ الجراح في التعامل مع أنسجة الجفن وطبقاته فيمكنه إزالة الدهون التي تؤدي إلى انتفاخ الجفن, كما يمكنه تقوية العضلة الرافعة ورفع الجفن إلى أعلى ويمكنه إعادة الغدة الدمعية إلى مكانها السليم في حالة حدوث سقوط لها كما يحدث في نسبة كبيرة من هذه الحالات.

وبعد إجراء كل خطوة يجب على الجراح التوقف والتأكد من سلامة قياساته ويطلب من المريض فتح وغلق العين لمراجعة القياس وقد يستلزم الأمر قيام المريض بالجلوس أمام الجراح في غرفة العمليات عدة مرات للاطمئنان على وضع وشكل الجفون قبل انتهاء الجراحة وإجراء أي تعديل لازم خاصة وأن هذه الطريقة الجراحية قد ينتج عنها تغير في أوتار الجفون أو زاوية العين أو درجة انحناء حافة الجفن كما أوضحنا سابقاً.

ويمكن من خلال نفس الشق الجراحي إجراء عمليات أخرى في نفس التوقيت مثل تعديل وضع الحاجب أثناء إجراء عملية تجميل الجفون العلوية أو تجميل منطقة الوجنة والخد أثناء عملية تجميل الجفون السفلية حيث يمكن رفع منطقة الوجنة والخد لأعلى قليلاً دون الحاجة لإجراء عملية تجميل للوجه بالكامل أو عملية شد الوجه كما تعرف Face Lift مما يساعد على أن تكون هذه العمليات كثيرة الاستخدام وأكثر عمليات تجميل الوجه والجفون المستخدمة في العالم الآن.

وعند الانتهاء من كل خطوات العملية يتم إعادة خياطة الشق الجراحي بعد إزالة الجلد المترهل ومراعاة إمكان غلق العين بصورة سليمة. ويتم ذلك باستخدام أنواع حديثة للغاية من الخيوط الجراحية ذات السمك الرفيع جداً والتي لا تتفاعل مع أنسجة الوجه والجلد وبالتالي لا تترك أي آثار بعد إزالتها.

كما يمكن استخدام حقن البوتكس قبل انتهاء الجراحة مباشرة عن طريق حقنها بصورة مباشرة في العضلات المطلوبة مما يؤدي إلى زيادة فعاليتها واستمرار مفعولها لمدة أطول كما يساعد في بعض الأحيان على التئام الجرح بصورة أفضل.

ما بعد الجراحة:

عند الانتهاء من إجراء العملية وقبل الخروج من غرفة العمليات يتم وضع ثلج على منطقة الجفون لتقليل نسبة حدوث تورم وزرقان من أثر العملية ولا يتم وضع أي ضمادات على العين أو الجفون مطلقاً بل تبقى العين مفتوحة ويستطيع المريض الرؤية مباشرة بعد العملية وقد ثبت علمياً أن استخدام ضمادات أو غيارات على العين بعد العملية يؤدي إلى زيادة الاحتقان بالجفون وقد يؤثر على وضع الجفن النهائي ويطيل أمد الزرقان الموجود بالجفن.

ويستمر استخدام الثلج لمدة 48 ساعة بعد العملية مع استخدام بعض القطرات والأدوية الموضعية التي تقلل من احتقان الجفون وتساعد على الالتئام السريع.

وفي حالة استخدام خيوط جراحية فيتم إزالتها في غضون 3-4 أيام من إجراء الجراحة حيث أن معدل التئام هذه الجروح سريع ولا يستلزم الأمر بقاء الخيوط الجراحية أكثر من ذلك.
أما أهم ما يسبب القلق للمريض فهو طول المدة التي يستطيع بعدها مباشرة حياته الطبيعية, وهنا يجب ملاحظة الاتي: أن المريض سيكون في حالة صحية جيدة بعد انتهاء العملية مباشرة ولا يحتاج للراحة أو النقاهة سوى مدة تتراوح بين يومين أو 3 أيام يستطيع بعدها الخروج ومباشرة حياته مستخدماً نظارة شمسية.

أما الكدمات الزرقاء التي تتكون حول العين فإن الأمر يحتاج إلى فترة أسبوع إلى أسبوعين قبل أن تختفي.  ويجب على المريض في هذه الفترة تفادي أشعة الشمس حتى لا يطول أمد وجود الكدمات وحتى لا تترك أثراً على لون الجلد ولون الجفون على المدى الطويل.

وتختلف هذه الفترة من مريض لآخر فبعض المرضى لا تتجاوز مدة وجود الكدمات عدة أيام, أما البعض الآخر فقد تستمر لعدة أسابيع وفي هذه الحالة قد يستلزم الأمر استخدام أنواع من المراهم التي تقلل من حدة الكدمات وتساعد على اختفائها.

أما نتيجة الجراحة بصفة عامة فيحتاج الأمر إلى عدة أسابيع قبل الشفاء الكامل للانسجة واستقرار الجلد والعضلات في الوضع الجديد فلا يجب توقع ظهور آثار العملية سريعاً أو في خلال أيام كما يعتقد البعض.

ويبرز سؤال يطرح نفسه دائماً... هل تكون عملية تجميل الجفون سابقة أو لاحقة لعملية تجميل الوجه إذا كان المريض يحتاج تجميل الوجه؟

والإجابة أن ذلك يعتمد على المريض أو المريضة من حيث درجة الترهل ومكان التجاعيد ولكن بصفة عامة يجب إجراء عمليات تجميل الجفون وما حول العين أولاً أي قبل عملية تجميل الوجه الكامل حيث أن عمليات تجميل الجفون خاصة مع التطورات التقنية الجديدة قد تغني عن تجميل الوجه ولذا لا يحبذ إجراء عمليات تجميل الوجه قبل عمليات تجميل الجفون.

 1- استخدام الليزر لإزالة التجاعيد:

وتعتمد هذه الطريقة على توجيه أشعة معينة من الليزر على الوجه والجبهة والجفون لإحداث نوع من الحرق السطحي في الجلد المراد تجميله ويؤدي ذلك إلى تكوين طبقات جديدة من الجلد تحتوي على نسبة عالية من مادة الكولاجين والالياف اللينة وذات حيوية عالية وبدون تجاعيد وقد تم استخدام هذه الطريقة منذ أكثر من عشر سنوات.

وتحتاج هذه الطريقة أولاً إلى استخدام كريمات معينة لتجهيز الجلد قبل استخدام الليزر بعدة أسابيع وبصفة دائمة حتى يحدث الليزر التأثير المطلوب وبعد استخدام الليزر يجب أيضاً استعمال أنواع أخرى من المراهم والأدوية والغيارات لحماية البشرة ولعدة شهور... كما يلزم عدم التعرض مطلقاً لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 3-6 شهور بعد إجراء الليزر وإلا اكتسب الجلد الجديد لوناً داكناً.

ويعتبر استخدام الليزر من الطرق الفعالة لإزالة التجاعيد لكل الوجه خصوصاً مع استخدام أنواع الليزر الحديثة ذات التقنية العالية فقد بدأ استخدام الليزر منذ حوالي 10 سنوات باستخدام ليزر ثاني اكسيد الكربون وكان يعتمد بنسبة كبيرة على درجة لون البشرة فلم يكن يستخدم إلا لأصحاب البشرة البيضاء أو المائلة للبياض من الدرجة الأولى أو الثانية حيث أن استخدامه في الدرجات الأخرى كان يؤدي إلى تغير في لون البشرة في أحيان كثيرة ثم تم استبداله الآن بليزر "اربيوم" الذي يعتمد على لون البشرة بدرجة أقل كثيراً وبالتالي يمكن استخدامه بصورة أوسع على أصحاب البشرة السمراء او استخدام الليزر الضوئي... ويعتبر الليزر من الطرق التي تستخدم بكثرة في أوربا وأمريكا حيث البشرة البيضاء وحيث يمكن تفادي أشعة الشمس لأشهر أما في منطقة الشرق الأوسط فالأمر أكثر صعوبة ولذا فإن استخدامه لا يزال على نطاق ضيق.

ويتم استخدام الليزر تحت تأثير مخدر موضعي وعادة ما يتم في جلسة واحدة تستغرق أقل من ساعة للوجه كله أو الجفون فقط ولا يحتاج الأمر لدخول المستشفى.

ولمحاولة الحصول على بديل لليزر لا يعتمد على لون البشرة تم إجراء التجارب على استخدام بعض أجهزة التردد الحراري وأجهزة الطاقة الثنائية لتحقيق نفس أثر الليزر وقد أثبتت التجارب على استخدام أجهزة Coblation نتائج مرضية على أصحاب البشرة السمراء لإزالة تجاعيد الجفون والوجه.

1- المواد المليئة للجلد Fillers:

ويقصد بها المواد التي تؤدي إلى ملء التجاعيد أو الندوب الموجودة بالوجه مما يؤدي إلى فرد وشد الوجه وتستخدم هذه الطريقة بصفة أساسية في منطقة الفم والشفاه والوجنة والذقن وما بين الفم والأنف وما بين الحاجبين وبدرجة أقل في الجفون وحول العينين.

وتعتمد هذه الطريقة على حقن مواد ذات درجة كثافة ولزوجة عالية تحت الجلد حتى يستوي سطح الجلد في منطقة الوجه بأكمله مع الاحتفاظ بالنضارة والشكل الطفولي للوجه... كما يساعد الجقن بهذه المواد خلايا الجلد على تنشيط تكوين مادة الكولاجين ومادة الايلاستين والألياف المرنة مما يساعد على تجديد حيوية خلايا الجلد.

ورغم الاعتقاد السائد بأن الكولاجين هو ما يتم حقنه الآن فإن هذا غير صحيح فقد توقف استخدام الكولاجين في أغلب دول العالم منذ سنوات حيث كان يتم حقن الكولاجين الذي يتم تحضيره من الحيوانات خاصة البقر وكان يؤدي إلى حساسية في نسبة كبيرة من المرضى وكان مفعول الحقن لا يتجاوز عدة شهور.

كما كان من الممكن أن يؤدي إلى نقل بعض الأمراض من الحيوانات إلى الأنسان... أما الآن فإن أغلب المواد التي يتم حقنها هي مواد طبيعية مصنعة طبياً وذات درجات مختلفة من الكثافة واللزوجة بحيث تتناسب مع جميع أنواع التجاعيد أو الندبات العميقة وأهم هذه المواد حاليا هي مادة " الهياليرونيك" أو Hyaluronic Acid التي توجد بصفة طبيعية في أنسجة الجلد وتقل مع كبر السن.

وقد بدأ استخدام هذه المادة في عمليات العيون منذ أكثر من ربع قرن وتستخدم للحقن داخل مقلة العين ثم تطورت للاستخدام تحت الجلد وأهم مميزاتها ارتفاع عامل الأمان بها حيث أن نسبة حدوث حساسية لها قليل للغاية كما أن احتمال انتقال الأمراض عن طريقها في حكم المنعدم.

وتتوفر هذه المادة وبدائلها في درجات مختلفة ويتم حقنها بدون الحاجة لدخول المستشفى وبإبر دقيقة للغاية مصنعة خصيصاً للحقن وغالباً ما تتم بدون الحاجة لاستخدام مخدر موضعي على الأطلاق وينصح بتدليك المنطقة التي يتم فيها الحقن مباشرة لضمان توزيع المادة بصورة متساوية في المناطق التي يتم الحقن بها وعلى عكس مادة البوتيولينم فإن نتيجة الحقن تظهر بصورة سريعة ويستمر مفعول الحقن فترة تتراوح بين العام والعامين حسب درجة كثافة المادة التي تم حقنها وحسب درجة التجاعيد الموجودة ثم يمكن تكرارها بعد ذلك.

أما أهم عيوب هذه الطريقة فهي عدم نجاحها في علاج التجاعيد البسيطة من الدرجة الأولى والثانية واحتمال حدوث حساسية بالجسم لبعض هذه المواد مما قد ينتج عنه تورم واحمرار بمكان الحقن قد يستمر لعدة أسابيع.

وأخيراً فيجب الحرص عند تحديد كمية المادة التي يتم حقنها حيث أنه إذا تم الحقن بكمية أكثر من اللازم فقد يبدو مكان الحقن منتفخاً بصورة غير طبيعية.
وللتغلب على بعض هذه العيوب فيمكن استبدال الحقن بهذه المواد بنقل دهون من مناطق أخرى من جسم المريض مثل الأرداف أو جدار البطن وحقنها في الجفون أو الوجنتين (الخدود) والحقيقة فإن هذه الطريقة قديمة للغاية وتستخدم منذ أكثر من قرن وخصوصاً لعلاج مضاعفات عمليات الجفون التي لم تحقق النتيجة المرجوة أو التي نتج عنها ضمور في أنسجة الجفن أو تم إزالة كميات كبيرة من الدهون المحيطة بالعين.

وأصبح من الممكن الآن حقن هذه الدهون في الوجنه أو في بعض الندبات بالوجه... ورغم عدم حدوث حساسية للدهون التي يتم نقلها من جسم المريض إلا أنه توجد صعوبة في تحديد الكمية اللازمة لتحقيق الأثر المطلوب مما قد يتطلب إجراؤها على مراحل في فترات زمنية متقاربة.

2- التقشير:

وقد يتم ميكانيكيا أو كيميائياً. وهو ببساطة مثل الليزر يعتمد على إزالة طبقات سطحية من الجلد فيؤدي إلى تكوين طبقات جديدة من الجلد ذات حيوية عالية وتكوين كمية كبيرة من مادة الكولاجين فيصبح الجلد أكثر نضارة وبدون تجاعيد.

ويمكن عمل ذلك ميكانيكياً باستخدام أجهزة خاصة مثل الالماس أو يمكن عمله باستخدام بعض المواد الكيميائية التي يتم وضعها على الجلد وتختلف هذه المواد في درجة تركيز ومدى عمق طبقات الجلد التي يتم أحداث التقشير بها ويمكن للطبيب التحكم في ذلك وهي تؤدي إلى نتائج طيبة خاصة في درجات التجاعيد البسيطة ولكنها أقل تأثيراً في درجات التجاعيد العميقة أو الديناميكية.

ويمكن إجراء التقشير على عدة جلسات كما يمكن الجمع بينه وبين الطرق الأخرى مثل الجراحة أو حقن البوتكس ويستمر تأثير التقشير لمدة تتراوح بين 6 شهور وسنة ثم يحتاج لتكراره.

عموماً يمكن القول أنه توجد الآن عدة طرق حديثة للتعامل مع تجاعيد الجفون والوجه. وأن كل هذه الطرق تتكامل مع بعضها فلا توجد طريقة واحدة مثلي لكل الحالات أو لكل المرضى. فلكل طريقة مميزات وعيوب وبعض الطرق تؤدي نتيجة أفضل في أماكن معينة من الوجه دون الأخرى وبعض الطرق تناسب سناً محدداً ويقل مفعولها في سن اخر... كما أن التصور القديم المبني على استخدام طريقة واحدة فقط قد تغير واصبح الان يعتمد على استخدام أكثر من طريقة لنفس الشخص للاستفادة القصوى من مزايا كل طريقة مع تقليل عيوبها.

وقد قل احتمال حدوث نتيجة غير مرجوة إلى أقل حد ممكن ويرجع ذلك إلى أتباع عدة أساليب مختلفة, فبدلاً من إجراء جراحة شد الوجه التقليدية أصبح الآن يمكن التعامل مع منطقة الحاجب والجبهة بحقن البوتكس مثلاً ومع الجفون بشفط الدهون فقط ومع الوجنة بالحقن بالمواد المليئة أو الدهون وبالتالي تتحقق نتيجة طيبة تماماً وبأعلى حد من الأمان وأقل قدر من المضاعفات أو المتاعب.

متى أستطيع أن استخدم هذه الطرق؟

هذا هو أحد أكثر الاسئلة تردداً بين السيدات والرجال فالكل يريد البدء في استخدام طرق علاج التجاعيد, ولكنه يخشى من أن استخدامها مبكراً قد يؤدي إلى اختفائها لفترة محددة ثم تعود مرة أخرى بصورة أكثر مما كانت عليه.

ونود أن نوضح أن هذا المفهوم خاطئ تماماً, بل على العكس فإن أغلب الطرق الحديثة تؤدي ليس فقط إلى اختفاء التجاعيد ولكن أيضاً إلى تقليل نسبة عودتها في المستقبل فليس معنى أن استخدام حقن البوتكس عند سن الثلاثين سيؤدي إلى ظهور التجاعيد بشدة عند سن الأربعين مثلاً وليس معنى إجراء تجميل للجفون في سن 35 عاماً أن الجفون ستعود للترهل في الخمسين ولن يمكن علاجها حينئذ, فكل هذه الاعتقادات خاطئة تماماً.

فأغلب الطرق الحديثة يفضل استخدامها منذ الثلاثينات من العمر ويمكن تكرارها عدة مرات بما فيها الجراحات المختلفة كما أن أي منها لا يؤدي إلى عودة التجاعيد مرة أخرى وبصورة كبيرة كما يعتقد البعض