امراض جفون الاطفال

زوائد الجفون الجلدية وثنيات الجفون الجلدية Epicanthus & Epicanthal Folds:

وهي أحد أكثر العيوب الخلقية حدوثاً في الأطفال وهي غير مؤثرة على الإبصار... وتعتبر هذه الثنيات زوائد من جلد الجفون وتأخذ عدة أشكال فمنها ما يمتد من الجفون العلوية حتى الجفون السفلية مارا ناحية الأنف مما يكسب عين الأطفال شكلاً اسيوياً وهذا هو أشهر أنواع الثنيات ثم هناك النوع الأكثر حدوثاً بين الآسيويين عامة ويمتد في الجفن العلوي فقط وحتي الأنف ثم هناك النوع المعكوس الذي يمتد من الجفن السفلي لأعلى وهناك أنواع أخرى أقل حدوثاً.

وأغلب هذه الثنيات تقل تدريجياً مع نمو عظام الوجه ونمو الجفون وتنبع أهميتها من تسببها في حدوث ما يسمى بالحول الكاذب أو الحول الظاهري حيث يتسبب وجود هذه الثنيات في إعطاء انطباع شكلي وظاهري بأن عيون الطفل بها حول مما يؤدي إلى قلق الآباء والأمهات وترددهم على الأطباء والقيام بعمل فحوصات متعددة وعند الكشف على الطفل يتضح سلامة عضلات العين وأن الحول ظاهري فقط لوجود هذه الثنيات التي تحجب جزءاً من مقلة العين فتبدو كما لو كانت العيون منحرفة داخلياً.

ولا تحتاج هذه الثنيات إلى علاج إلا في حالة استمرارها بعد فترة المراهقة حيث يمكن إجراء عملية تجميلية لإزالتها خاصة عند الفتيات.

كما يوجد نوع آخر من الثنيات يحدث في الجفن السفلي ويؤدي إلى تغيير في اتجاه الرموش بحيث تتجه للداخل ناحية مقلة العين مما يؤدي إلى التهابات بالملتحمة والقرنية أو قرح بها, وهذا النوع يجب علاجه جراحياً سريعاً حتى لا تتأثر القرنية ويكون العلاج بإزالتها بصورة تجميلية بدون ترك آثار.

ارتخاء الجفون العلوية عند الأطفال:

وتجده تفصيلياً في موضوع ارتخاء الجفون... ويمكن إضافة أن أحد أسباب هذا الارتخاء قد يكون وراثياً في بعض الحالات حيث يكون الارتخاء مصحوباً بنقص في أنسجة الجفن وبوجود ثنيات متعددة بالجفون مما يستلزم علاجها جراحياً مع أو قبل علاج الارتخاء.

انحراف زاوية الجفون الخارجية Mongoloid Slants:

وفي هذه الحالة يكون هناك تغيير في زاوية الجفون الخارجية حيث تكون متجهة لأعلى بزاوية انحراف شديدة مما يعطي الطفل شكلاً "منغوليا" وانطباعاً أن الطفل متخلف عقلياً ويمكن علاج هذه الحالات جراحياً حتى لا يتأثر نمو الطفل النفسي وحتى لا يتعرض للملاحظة أو السخرية من الأطفال الآخرين.

ويمكن أيضاً إجراء ذلك في بعض حالات الأطفال المنغوليين ذوي الذكاء المنخفض نسبياً عن أقرانهم للمساعدة في إعادة تأهيلهم مع الأطفال الآخرين دون وجود فوارق عنهم.

عدم تكوين جزء من الجفن Lid Colobma:

وهو من أخطر العيوب الخلقية على الإطلاق حيث لا يتكون الجفن بصورة سليمة بل يكون ناقصاً.. وتختلف حدة المرض حسب نسبة الجفن التي لم تتكون فقد تبلغ أكثر من نصف الجفن في أغلب الحالات وأكثر من ثلاثة أرباع الجفن في حالات أخرى وخطورة هذه الحالات هي أن عدم تكون الجفن يؤدي إلى انكشاف مقلة العين والقرنية وعدم تغطيتها وحمايتها بالصورة السليمة خصوصاً أثناء النوم.

وقد تحدث هذه الحالة في عين واحدة أو في العينين معاً, وفي بعض الأحيان تكون مصحوبة بعيوب خلقية متعددة في الأعضاء الأخرى... ويجب علاج هذه الحالات سريعاً في خلال الشهور الأولى من العمر لضمان عدم تأثر البصر.

إصابات وجروح الجفون:

وتحدث كثيراً في الأطفال وينتج عنها نزيف دموي غزير كما يبدو الجرح كبيراً نتيجة لحدوث تقلصات في عضلات الوجه والجفن من أثر الإصابة مما يؤدي إلى كبر حجم الجرح وابتعاد أطرافه عن بعضها.

ويجب الاهتمام بهذه الجروح والإصابات في الأطفال لعدة أسباب أولها أنه لا توجد جروح سطحية في الجفون لأن سمك جلد الجفن صغير للغاية وأي جرح في الجفن يشمل العضلات على الأقل وقد يشمل أيضاً غضروف الجفن او أوتاره وثانيهما أن عدم العلاج السليم في المرحلة الأولية من الإصابة ينتج عنه تكوين ندب بالجفن أو حدوث تليفات بعضلات الجفن مما يؤثر على وظيفته ويجعل من علاج هذه الندب والتليفات لاحقاً أمراً أكثر صعوبة.

وثالث الأسباب هو عدم قدرة الطفل على التعبير أو الإشارة إلى تاثير هذه الإصابة على أعصاب العين أو الوجه وصعوبة الكشف على الأطفال المصابين بدقة لتحديد مدى الإصابة وآخر الأسباب هو صعوبة معرفة ظروف الإصابة وكيفية حدوثها بدقة لتحديد مداها بصورة سليمة خاصة وأن أغلب الإصابات تحدث بعيداً عن الآباء (في المدرسة أو أثناء اللعب). ويجب ملاحظة أن بعض الإصابات في الأطفال قد تحدث دون وجود أي خدش خارجي أو احمرار بالعين أو بالجفن... وهناك موضوع كامل عن إصابات وجروح الجفون وطرق علاجها في الكبار والصغار.

تضخم والتهاب الجفون الناتج عن الحساسية:

الرمد الربيعي أو حساسية العين من أشهر أمراض العيون على الإطلاق وأكثرها حدوثاً عند الأطفال... ويحدث المرض نتيجة تأثر خلايا الملتحمة المبطنة للجفون خاصة الجفون العلوية بعدة عوامل مثل حرارة الشمس والأتربة وحبوب اللقاح في الربيع.

وينتج عن ذلك احتقان شديد بالملتحمة والجفون مع تورم بالجفون وحكة بالجفون والعين وإفراز للدموع وعدم القدرة على التعرض للضوء ويتكرر المرض عدة مرات في العام ويزداد في فصل الربيع وفي الصيف بصفة خاصة وينتج عنه تضخم بالجفون وبالملتحمة المبطنة للجفون مع تكاثر خلايا الملتحمة المسئولة عن المناعة ويصبح المرض مزمناً ويلازم الطفل عدة سنوات.

وهنا يجب ملاحظة عدة أمور مهمة يجب على الآباء والأمهات أن يلموا بها وهي:

أن هذا المرض منتشر جداً وفي نسبة كبيرة من الأطفال وأنه في أغلب الأحيان لا يؤثر على الإبصار ولا يترك آثاراً سيئة على العين.
أن التخلص منه بصورة نهائية صعب ولكن يمكن باستخدام العلاج التقليل من حدته ومن تكرار حدوثه.
أن الكثير من الأطفال يتحقق لهم الشفاء بعد تخطي فترة المراهقة.

ويكون العلاج في المراحل الأولى بالبعد عن مصادر الأتربة واستخدام النظارات الشمسية واستخدام بعض القطرات المضادة للحساسية.

أما في الحالات الشديدة أو المتكررة فيمكن اللجوء إلى بعض القطرات التي تحتوي على مادة الكورتيزون مع مراعاة استخدامها تحت أشراف الطبيب لفترات محددة فقط حتى لا يتعرض الطفل لمخاطر استخدام الكورتيزون لفترات طويلة... وحديثاً فقد تم استخدام نوع من القطرات التي تحتوي على أحد مشتقات الكورتيزون التي لا تسبب أي أعراض جانبية في حالة استخدامها لفترات طويلة وبدئ في انتاجها واستخدامها على نطاق واسع في حالات الحساسية عند الأطفال في كثير من دول العالم وتعتبر آمنة تماماً.

أما في حالات تضخم الجفون بصورة كبيرة نتيجة الحساسية فيمكن علاج ذلك عن طريق إزالة الجزء المتضخم من الملتحمة باستخدام تخدير موضعي وهذا يساعد على عودة الجفن لوضعه وشكله الطبيعي كما يساعد أيضاً على تخفيف حدة الحساسية ويقلل من تكرارها.

انسداد القناة الدمعية الخلقي عند حديثي الولادة

وهو أكثر أنواع الانسداد شيوعاً حيث يصيب حوالي 2-4% من الأطفال عند الولادة وهي نسبة عالية.

وعلى عكس المعتقد فإن الأطفال عند الولادة يكونون قادرين تماماً على إفراز الدموع بكمية تتناسب مع احتياجاتهم, كمان أن حوالي 96% منهم تكون القنوات الدمعية عندهم قد اكتمل نموها وقادرة على تصريف الدموع بكفاءة إلى تجويف الأنف حيث أن تكوين القنوات الدمعية يكتمل مع بلوغ الجنين الشهر التاسع من الحمل.

أما في نسبة 2-4% من الحالات فإنه يكون هناك تأخير في تكوين القنوات الدمعية مما ينتج عنه انسداد وعدم قدرة على تصريف الدموع للأنف, ويحدث ذلك في إحدى أو كلتا العينين وتظهر في صورة التهابات متكررة مع إفراز دائم بالعين منذ الأيام الأولى بعد الولادة.

كما تزيد النسبة بصورة كبيرة في الأطفال المبتسرين الذين تمت ولادتهم قبل الشهر التاسع من الحمل كما تزيد النسبة أيضاً في حالات زواج الأقارب أو في حالة حدوث هذه الحالة في أحد الأخوة أو الأخوات من قبل.

وفي الحالات البسيطة عادة ما ننصح الأم والأب بالانتظارحتى يبلغ المولود الشهر السادس من العمر مع استخدام بعض القطرات المطهرة وعمل تدليك للقنوات الدمعية للمساعدة في تصريف الدموع أنا إذا استمرت الحالة إلى أكثر من 6-9 شهور أو إذا تكررت التهابات العين الصديدية فيجب عندئذ التدخل فوراً لتوسيع القنوات الدمعية قبل حدوث أي تلفيات بها أو انتقال الالتهاب الصديدي للعين.

وقد أثبتت كل الأبحاث العلمية أن أنسب وقت للتدخل بتوسيع القنوات الدمعية هو الشهر التاسع بعد الولادة حيث تبلغ نسبة النجاح في هذا التوقيت 98% من الحالات ثم تقل النسبة بدرجة كبيرة إذا تخطى الطفل عامه الأول.

وقد أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بالاشتراك مع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن يتم إجراء عملية التوسيع للأطفال ما بين الشهر التاسع والشهر الثاني عشر من الولادة لضمان أعلى نسبة نجاح, أما إذا تأخرت العملية عن ذلك الوقت فيجب عندئذ تركيب أنبوبة مؤقتة داخل القناة الدمعية لمدة عدة أشهر ثم إزالتها لضمان توسيع القنوات الدمعية.

وفي حالة تأخير العملية لما بعد عمر ثلاث سنوات فيجب عندئذ فتح القنوات الدمعية جراحياً مع عمل فتحة في جدار الأنف لضمان النجاح... ومن هنا ننصح الآباء والأمهات بسرعة عرض الأطفال حديثي الولادة على طبيب العيون المتخصص إذا تعرضوا لأنسداد في قنوات الدموع أو تكرار حدوث التهابات بالعين مع نصحهم بالتدخل في الوقت المناسب لضمان الشفاء بأقل قدر من التدخل الجراحي.

أما في حالة الحاجة لتركيب أنبوبة داخل القنوات الدمعية فيجب استخدام الأنابيب الخاصة بالأطفال المعروفة باسم الأنابيب أحادية الرأس لتناسبها مع قطر القنوات الدمعية في الأطفال وعدم الحاجة لاستخدام مخدر عند إزالتها.