المياه البيضاء الخلقية Congenital Cataract


المياه البيضاء هي حدوث عتامات بعدسة العين البللورية.  وفي حالة حدوثها عند حديثي الولادة او في السنة الاولي من العمر تسمي المياه البيضاء الخلقية . تتسبب عوامل كثيرة في حدوث المياه البيضاء الخلقية اشهرها إلتهابات الجنين مثل التوكسوبلازما والحصبة الألمانية وفيروس السيتوميجالو و الجديريالمائي وفيروس الهيربس بأنواعه المختلفه وبعض فيروسات الإنفلوانزا وميكروب الزُهريSyphilis   , أو بعض امراض التمثيل الغذائي مثل Galactosemia . بينما تمثل الحالات الوراثية اكثر من ثُلث الحالات و تحدث في أكثر من فرد من افراد العائلة الواحده ولذا يجب فحص كل افراد العائله بالإضافة الي الطفل المصاب
هناك انواع عديدة من المياه البيضاء الخلقية.. فقد تحدث المياه البيضاء في عين واحده او في الاثنين معا ... كما ان بعض الانواع تؤثر بصورة كبيرة علي النظر بينما يكون بعضها تأثيره علي النظر محدودا . ومن المعروف ان كلما كانت العتامة مركزية في منتصف العدسة كلما كان التأثير علي النظر شديدا... كما ان عتامة العدسة بالكامل قد تؤدي الي فقدان تام للبصر في هذه العين . كما ان بعض المياه البيضاء الخلقية تكون ثابته بينما انواع اخري قد تزداد العتامة مع مرور الوقت


كيف يتم تشخيص المياه البيضاء الخلقية 


عادة ما تلاحظ الام او الاسرة الأتي :-
ظهور بياض في حدقة العين بدلا من لونها الاسود الطبيعي
عدم قدرة الطفل علي الرؤية اذا كانت المياه البيضاء بالعينين
حدوث حركات لا ارادية سريعه بالعينين ( رأرأة العين )
في الحالات الشديدة يكون هناك عدم استجابة من الطفل للضوء او يحدث حول للعين او يتم ملاحظة عدم نمو عقلي سليم
تأثير المياه البيضاء الخلقية علي نمو الجهاز البصري ومراكز الإبصار بالمخ:-


يتم نمو الجهاز البصري ومراكز الإبصار بالمخ منذ الولاده وحتي سن 7 سنوات تقريبا ويجب في هذه الفترة ان تكون العين قادرة علي تكوين صورة واضحةوترسلها لمراكز الإبصار بالمخ لضمان حدوث نمو سليم لهذه المراكز . وتسمي هذه الفترة بالفترة الحرجه.
 اذا كانت احدي العينين غير قادرة علي تكوين صورة واضحه وارسالها للمخ نتيجة لوجود مياه  بيضاء او امراض اخري فإن مراكز الإبصار بالمخ ستتجاهل الصورة الغير واضحه القادمة من العين المصابة وتعتمد علي الصورة الواضحه القادمة من العين السليمة مما يؤدي الي عدم تكوين مراكز الإبصار الخاصة بالعين المصابة بصورة طبيعية ويؤدي الي ضعف نظر دائم في هذا العين وهو مايعرف بإسم كسل العين
اذا كانت المياه البيضاء موجوده بالعينين فتحدث هذه الظاهرة بمراكز الإبصار الخاصة بالعينين سويا ولا تنمو بصورة طبيعية علي الاطلاق مما يؤدي الي حدوث حول ورأرأة بالعينين وعدم القدرة علي تثبيت العين علي الشئ المراد رؤيته .
وفي النهاية يؤثر ذلك علي قدرة الطفل علي التعلم وعلي تكوين الشخصية و علي اكتساب المهارات الحياتية


علاج المياه البيضاء الخلقية


من الجدير بالذكر ان بعض انواع المياه البيضاء الخلقية والتي تكون العتامات موجودة في اطراف العدسة البللورية لا تحتاج لعلاج بل يتم متابعة المريض بصورة دورية أما اذا كانت العتامات تؤثر علي الرؤية فيجب التدخل جراحيا لإزالة العدسة البللورية المصابة من العين . يتم اجراء العملية داخل غرفة العمليات وتحت مخدر عام وعادة مايتم مغادرة المستشفي في نفس اليوم .
تتفاعل عيون الأطفال الصغار مع إزالة المياه البيضاء وزرع العدسات بدرجة أكبر من الكبار.
ولذا فإن قرار إزالة الكتاركت من عيون الأطفال قد يحتاج إلى كثير من التروي والتمحيص... ويرجع ذلك إلى عدة أسباب:


أولاً: في الأطفال الصغار تكون قدرة العدسة على التكيف


)أي تغيير درجة تحدبها حسب قرب الأشياء من العين(عالية جداً وبالتالي فإن إزالة المياه البيضاء للطفل سيجعله يفقد هذه القدرة على التكيف في وقت يكون فيه تعامله مع عالم مليء بالأشياء القريبة أكثر من الأشياء البعيدة.
أما بالنسبة للكبار وفوق سن الأربعين فتكون العين قد فقدت القدرة علي التكيف.  وبالتالي فإنازالة المياه البيضاء عند الأطفال يستلزم لبس نظارة ثنائية البؤرة نصفها الأعلى للمسافات البعيدة والأسفل للمسافات القريبة. مما يدعو بعض الجراحين إلى زرع عدسات متعددة البؤرة للأطفال.
ثانياً:نتيجة لنمو عين الطفل بصفة مستمرة فإن حساب قوة العدسة المزروعة لطفل عمره سنة سيختلف بالتأكيد عما لو أتم سنتين أو ثلاث سنين وهكذا.بل وقد يحتاج الطفل الي زرع عدستين داخل مقلة العين كبديل عن العدسة البللورية المصابة اذا كان عدسة واحدة غير كافية لتكوين صورة واضحه علي الشبكية . ثم. تستخرج عدسة فيما بعد عندما ينمو الطفل.ورغم صعوبة تحديد مقاس العدسة التي يتم زرعها داخل العين للأطفال نتيجة صغر حجم العين ونتيجة حدوث نمو للطفل لاحقا مما يؤدي الي تغيير سريع في المقاسات إلا ان كل الابحاث اثبتت ان زرع عدسة داخل العين هو افضل من استخدام عدسة لاصقة او نظارة بعد العملية ويؤدي الي تحسن اكبر في تكوين صورة واضحه علي الشبكية حتي لو اضطر الطفل لاحقا الي تغيير مقاس العدسة بعد سنوات او اجراء عملية تصحيح نظر بالليزك عند اكتمال نموه .
ثالثاً: تفاعل عيون الأطفال مع العدسات تجعل الجراح يحجم عن زرع العدسة داخل عيون الأطفال خلال ال6 أشهر الاولي من العمر... وبعد ست أشهر إلى عام يلجا الطبيب إلى زرع العدسة وإن كان زرع العدسات في مرحلة لاحقة قد يكون صعباً بعض الشيء. وإلى الآن فإن أصغر سن لزرع العدسات عند الأطفال يختلف من جراح إلى آخراعتمادا علي مدي تاثير المياه البيضاء علي ابصار الطفل و علي حالة العين الأخري
رابعاً:التركيب التشريحي للعدسة البللورية لعيون الأطفال يختلف كثيراً عن عيون الكبار. فمثلاً الحفاظ الأمامي للعدسة البللورية سميك وقطعه يجب أن يكون بحرص شديد حتى لا يتدمر إلى أطراف العدسة. وأيضاً الحفاظ الخلفي يتعتم بسرعة لذا لابد من إزالة الجزء الأوسط منه مع استئصال جزء من الجسم الزجاجي.
أما الغريب والمدهش فإنه عندما تصاب كلتا العينين بالمياه البيضاء فذلك أفضل بكثير من إصابة عين واحدة بالمياه البيضاء حيث أن العينين سوف تتساويان في فقد القدرة على التكيف بدلاً من أن تفقدها عين وتحتفظ بها عين أخرى اثناء تكوين مراكز الابصاربالمخ .

في حالة اجراء جراحه للمياه البيضاء في عين واحد فيجب تقوية العين بعد الجراحه عن طريق اغلاق العين السليمة لساعه او اكثر يوميا حتي تتعود مراكز الابصار علي استخدام العين المصابة ويتحسن النظر بها


هل ممكن حدوث مضاعفات بعد العملية ؟


عادة ماتكون نسبة حدوث المضاعفات قليلة ولكن من الوارد حدوث ارتفاع في ضغط العين او انفصال بالشبكية او إلتهابات داخل مقلة العين بنسبة 2% من الحالات